في خط هجومها نجوم بارعون و سريعون، لكن شيئاً مهماً يبدو ناقصاً...لاتزال هولندا تحصد الأخضر و اليابس في مونديال جنوب أفريقيا، لكنها الآن بعد أن اجتازت سلوفاكيا ستضطر للتوقف في محطة ربع النهائي لانتظار الأسد الذي قد يكون البرازيل و قد يكون تشيلي، فكلاهما ليسا سهلا المقام أبداً.
منتخبان كبيران جداً خصوصاً البرازيلي و الذي يمتلك ترسانةً قويةً من النجوم، و الأهم أن المدرب كارلوس دونجا جعل منتخبه "الهجومي في الماضي" منتخباً "صلب الدفاع في الحاضر".
شأنه شأن هولندا التي تمتلك أيضاً كتيبةً من أشهر نجوم الكرة الأوروبية خاصة في الوسط و الهجوم حيث يعج المنتخب البرتقالي بقادة أندية عملاقة كالأرسنال، بايرن ميونيخ، إنتر ميلان و ليفربول...
ففي دور المجموعات، حصدت هولندا تسع نقاط كاملة مع أداء متوسط لم يكن يلبي طموحات المتتبعين، أغلبية هؤلاء وضعوا أيديهم على قلوبهم يتحسسون "فرصةً ضائعةً" أو "خطاً دفاعياً" لا يغتفر، فتلك كانت هولندا المعروفة، شبيهة بالبرازيل "قديماً" و التي كانت تمتاز بدفاع سيء لكن بهجوم ناري يُضرب له ألف حساب.
لكن أليس مهاجمو هولندا حتى الآن سيئين للغاية ؟ لماذا ؟ أليست هناك قطعةً نادرةً في تشكيلة فان مارفيك ؟
لا الحديث ليس عن روبين أو عن شخص آخر موجود في تشكيلة هولندا بالمونديال، فكل ما في الأمر أنك "منتخب عالمي"، كبير و تسعى من أجل "الفوز بالمونديال" لكن كيف لك ذلك و أنت لا تملك "هدافاً حقيقياً" بمعنى "رأس حربة" يجيد "الرأسيات" لو أمكن، و يكون "مرعباً" أمام خيال المدافعين في حين أنه "يصعق" و لا "يصنع" لأن مهمته هي دك الشباك.
هذا هو الجزء الذي بحثت عنه في تشكيلة هولندا منذ إبعاد فان نستلروي "المتقاعد"، فعدم ضم هذا الأخير إلى تشكيلة المونديال عادي و متوقع لأنه بالفعل "فائدته" أقل بكثير من "ضرره" للمجموعة حينما يجلس في دكة البدلاء في جنوب أفريقيا.
إن مشكل المنتخب الهولندي حالياً هو افتقاره إلى "مهاجم" بمعنى "مهاجم"، فالاعتماد على فان بيرسي جعله يحرز فقط 7 أهداف خلال المباريات الأربعة التي لعبها حتى الآن. أليس المعروف عن هولندا تلقيبها بـ"الطاحونات" التي لا يمر عليها لقاء في مسابقة ما إلا بدك شباك أحد المنافسين و لو كان منافساً صغيراً ؟الغريب أن أقل شيء قد يفعله بيرت فان مارفيك قبل المونديال هو تجهيز هونتلار أو أي مهاجم حقيقي آخر، فذلك ما سيحتاجه في أغلب المباريات خاصةً أمام الفرق الكبيرة كالبرازيل التي أراهن بأنها إن تأهلت إلى ربع النهائي على حساب تشيلي، سيظهر دفاعها أمام هولندا و كأنه الأقوى على مر التاريخ.
الأكيد أن الهولنديين يخادعون أنفسهم بالاعتماد على فان بيرسي كمهاجم، فهذا الأخير لا يجيد سوى صناعة اللعب، أو التسديد من خارج المربع أو لعب ثنائيات مع شنايدر أو روبين و على أبعد تقدير، يمكن القول بأنه يجيد التمركز خلف المدافعين. الحديث أيضاً يشمل ديرك كويت على الرغم من أن هذا الأخير يتوهج بريقه أينما حل و ارتحل، لكن على الأقل، أمام لوسيو "كل شيء مُحال"...
بهذا، يبدو من الواضح أن حلم هولندا بالفوز بالمونديال ضاع منذ شهور حتى قبل الإعلان عن التشكيلة المسافرة إلى جنوب أفريقيا. ما على فان مارفيك فعله الآن هو الإنتظار حنى ميلاد هداف جديد أو الصبر على هونتلار و تجهيزه بدنياً و ذهنياً للملاحم الكبرى كخيار بديل... و بالعقل، هولندا ستودع المونديال حتماً بعد ملاقاة البرازيل في ربع النهائي.